LightBlog

الخميس، 5 أبريل 2018

حياة قصيرة جداً_مأساة روبرت إنكه

حياة قصيرة جداً_مأساة روبرت إنكه



قبيل مونديال جنوب افريقيا 2010 وتحديدا قبل حوالي ستة اشهر كانت خيارات حراسة المرمى بالنسبة للمانشافت في تلك الفترة وبعد اعتزال اوليفر كان وينزليمان تتمحور حول 3 حراس
الشاب مانويل نوير الذي كان في بداية العشرينات ، رينيه اإدلر اضافة لروبرت إنكه صاحب الافضلية حينها ..لما يمتلكه من خبرة حيث لعب لصفوف برشلونة بنفيكا قبل ان ينتقل لهانوفر.

الجميع في المانيا كان يتحدث عن روبرت انكه حارس مرمى المانشافت المقبل في مونديال افريقيا .. نوير حينها كان خيارا بعيدا للجميع بسبب صغر سنه.
لكن ، وفي العاشر من نوفمبر وبعد صراع طويل مع مرض الاكتئاب أقدم إنكه على الانتحار ! متسببآ بفاجعة آلمت كل محبيه.
رونالد رينج، كاتب صحفي ألماني كان يعمل مع إنكه على كتاب يحكي سيرته الذاتية، قبل أن يكملها بنفسه بعد وفاة الحارس الألماني ليصدر كتاباً بعنوان "حياة قصيرة جدا – مأساة روبرت إنكه" صدر في الأسواق في عام 2011، ويتضمن الكتاب تفاصيل من حياة إنكه والأسباب التي أدت إلى انتحاره وكذلك تفاصيل يوم الحادثة.
ويقول رينج: "في مساء الثلاثاء العاشر من نوفمبر، اتصلت بروبرت. وعلى عكس عادته بدا هادئاً ومتحدثاً بكلمات قليلة ولا يرغب في إكمال المحادثة".
ويضيف: "لم يذهب فكري بعيداً، ظننت أنه ربما لا يريد الإكثار من الكلام لتركيزه في قيادة سيارته وخوفه من ارتكاب مخالفة مرورية. ثم أخبرني أنه سيحدثني لاحقا".
بعد وفاته بساعات، خرجت زوجته في مؤتمر صحفي لتعلن عن أنه زوجها يعاني من اكتئاب حاد منذ عام 2003.
حدثان رئيسيان شكلا العلامة الفارقة في حالة إنكه النفسية.
-الأولى كانت في عام 2003، حين شعر بأنه لا قيمة له في فريق برشلونة والذي كان يلعب له في تلك الفترة.
إنكه لم يكن أساسيا مع البلاوجرانا، ولكنه حصل على فرصة للعب أمام فريق نيفيدو من الدرجة الثالثة في مسابقة كأس ملك إسبانيا.
يقول رونالد رينج: "لو سارت الأمور بشكل طبيعي في هذه المباراة، لفاز برشلونة بثلاثية أو رباعية نظيفة ولما ذكر أحد حارس المرمى. لكن لو ارتكب خطأ ما سيصبح كل اللوم عليه".
ويضيف: "لم تسر الأمور على ما يرام. خسر برشلونة بنتيجة 3-2 بسبب خطأ ارتكبه روبرت. الهولندي فرانك دي بور والذي كان لاعباً للبلوغرانا وقف في وسط الميدان وصاح في وجه إنكه ملقياً اللوم عليه في الخسارة، لم يرد إنكه وأصبح وجهه شاحباً".
-الحدث الثاني كان محطماً للغاية لنفسية إنكه، حيث فقد طفلته الصغيرة في عام 2006 وهي في عمر عامين بعدما عانت من مرض نادر في القلب.
الحادث كان مأساوياً بالنسبة لروبرت وزوجته، ورغم محاولاتهما سوياً تجاوز الأمر من خلال تبني طفلة أخرى، إلا أن روبرت إنكه من داخله لم يتمكن من تجاوز كل ذلك.
في صباح الثلاثاء، العاشر من نوفمبر، خرج إنكه من المنزل مخبراً زوجته بأنه يتجه للتدريب.
تقول تيريزا، زوجه إنكه: "لقد كانت كرة القدم هي كل العالم بالنسبة له. التوجه للتدريبات يوميا كان أمرا غاية الأهمية بالنسبة له".
لم يكن هناك تدريب في ذلك اليوم، وكانت مجرد كذبة.
د/فالانتاين ماركسيل، الطبيب النفسي الخاص بإنكه، قال أنه لم يتوقع أن يصل الأمر لحد الانتحار.
ويقول: "قبل الحادثة بيوم، علمت أن روبرت قد اتصل بمستشفى المدينة ليلغي الجلسات الاستشفائية لعدة أسابيع تالية، قائلا أنه يشعر أنه بخير".
ويضيف متأثرا: "للأسف لم نستطع حمايته من فكرة الانتحار".
استمر إنكه في قيادة سيارته متجولا في شوارع هانوفر لمدة قاربت الـ8 ساعات، قبل أن يتوقف بالقرب من مسار للقطارات في المدينة. ترك سيارته وترك محفظته الشخصية على الكرسي الأمامي، بجانب رسالة اعتذار، ثم ألقى بنفسه على سكة القطار.
رحل إنكه عن العالم تاركاً رسالة تضمنت اعتذاراً لزوجته وأصدقائه وأهله وصولا إلى زملائه ومدربينه بسبب اخفائه لحقيقة حالته النفسية طوال السنوات السابقة، عكس ما كان يخبرهم به بأنه على ما يرام.
في النهاية خسرت ألمانيا حارساً موهوباً، ربما كان سيخسر مقعده لنوير يوما ما، ولكنه بالتأكيد كان سيؤخر من ظهوره على الساحة الكروية، ومع اعتراف الالمان بإسطورية مانويل نوير إلا انهم لن يستطيعو ابدا نسيان روبرت إنكه صاحب النهاية المأساوية 💔.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Adbox